أنواع الطوب واستخداماته
أنواع الطوب واستخداماته التي تمثل عنصراً جمالياً ومرناً في يد المهندس المعماري، مما أدى إلى خلق أعمال جميلة وخالدة في كل نمط معماري، وتمنح روح الأصالة والحياة للمباني المعاصرة. الطوب، الذي استُخدم منذ القدم، يخلق إحساساً بالحنين لدى المشاهد.
إن الخصائص الفيزيائية والكيميائية للطوب من جهة، وسهولة إنتاجه وتوافقه مع طبيعة هذه الأرض من جهة أخرى، قد هيأت الظروف لاستخدامه الواسع في العمارة الإيرانية.
هل ترغب بمعرفة المزيد؟ من الصفحة طوب الواجهات عرض الصفحة
مزايا الطوب
- سهولة التصنيع نظراً لتوفر المواد الأولية
- السعر المناسب
- لا يحتاج إلى أدوات خاصة للتركيب
- الألوان طبيعية وثابتة لا تتغير تحت أشعة الشمس
- التناغم مع فن العمارة الإيرانية
- المقاومة العالية للحريق والصدمات
تختلف طبيعة الطوب حسب نوع الفرن، وتركيب طين اللبن، ودرجة حرارة الفرن، ومدى قربه أو بعده من مركز الحرارة، وبالتالي تختلف مجالات استخدامه حسب نوعه.
الطوب المتكلس (الكلنكر)
هو الطوب الذي تعرض للحرارة أكثر من الأنواع الأخرى وكان قريباً من النار، مما يفقده قدرته على امتصاص الماء. ونتيجة لذلك، يستخدم في الأساسات أو الدرج (الأماكن التي تتعرض لحركة مرور كثيفة). يوجد أيضاً نوع من هذا الطوب يسمى “مزدوج التكلس” وهو أكثر صلابة من الطوب المتكلس العادي. (يُناسب استخدام الطوب المتكلس في الأماكن التي تتعرض للماء، ويمكن تغطيته بطبقة من ملاط الرمل والجير)
هل ترغب بمعرفة المزيد؟ من الصفحة طوب الحراري عرض الصفحة
الطوب المطبوخ (المشوي)
كان يُطلق عليه طوب “خزان المياه”. هذا النوع من الطوب مطبوخ بشكل كامل ولونه كريمي (لون الحليب والسكر)، وكان يُستخدم في جميع أعمال البناء بالطوب. في الماضي، كانوا يستخدمونه في بناء خزانات المياه التقليدية.
الطوب نصف المطبوخ
هو الطوب الذي تعرض لحرارة أقل في الفرن، لونه أحمر ومقاومته أقرب إلى اللبن (الطوب غير المحروق). كان يُستخدم في المباني المائية (منخفضة التكلفة) مثل خزانات المياه، حيث كان يجب تغطيته بملاط جيري أو “ساروج” (ملاط تقليدي). ما يُعرف اليوم باسم الطوب هو نتاج تحول الطين الصلصالي.إن تسخين الطين وتصليبه كان أول طريقة لصنع اللبن، ويعود تاريخها إلى ما قبل الألفية السادسة قبل الميلاد.
أقدم لبنة يدوية الصنع تم العثور عليها كانت في “كنج دره”.ابتكر البابليون صناعة اللبن وحرق الطوب. وكلمة “آجُر” هي في الأصل كلمة بابلية، وكانت تطلق على قطع الطين التي كانوا يكتبون عليها القوانين والمراسيم. أقدم لوح طيني يعود إلى عصر سرجون (2400 قبل الميلاد).
يُعد الطوب من أقدم مواد البناء، حيث يعتقد بعض علماء الآثار أن تاريخه يعود إلى عشرة آلاف سنة.
الطوب الواجهات والعمارة
تم العثور على دلائل لإنتاج واستخدام الطوب في الهند تشير إلى تاريخ يمتد إلى ستة آلاف سنة في تلك البلاد.انتقل فن استخدام الطوب من غرب آسيا نحو الغرب إلى مصر ثم روما، وشرقاً نحو الهند والصين. في القرن الرابع، بدأ الأوروبيون في استخدام الطوب، لكنه تراجع لفترة ثم عاد للانتشار في القرن الثاني عشر الميلادي على يد الإيطاليين.
تشير السجلات التاريخية إلى أن سكان مناطق خوزستان أو ما بين النهرين كانوا أول من اكتشف الطوب، وربما لاحظوا تجاربهم الأولى في أرضيات مواقدهم، حيث شاهدوا كيف يتصلب الطين تحت النار.
هل ترغب بمعرفة المزيد؟ من الصفحة الطوب التقليدي عرض الصفحة
إن عدم توفر مواد البناء الحجرية والخشبية في هذه المناطق دفع السكان لاستخدام التراب كأهم عنصر بناء. وحتى مجيء الميديين والفرس، قبل حوالي ألف سنة قبل الميلاد، كان تاريخ إيران مقتصراً تقريباً على تاريخ عيلام.
من أهم الآثار الرئيسية الباقية منهم في إيران: موقع سوسة الأثري، وآثار هفت تبه، ومدينة چغازنبيل القديمة، والنقوش البارزة العيلامية وغيرها. وقد تم العثور في إيران على بقايا أفران الفخار وحرق الطوب في سوسة وسيلك كاشان، والتي يعود تاريخها إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد.
أساليب البناء بالطوب
تم اكتشاف الطوب في الآثار ما قبل العيلامية بشكل رئيسي في “تل الأكروبول”.في أعلى نقطة من هذا التل، في بداية القرن الحالي، قام المنقبون الفرنسيون ببناء قلعة محصنة لإقامتهم باستخدام الطوب ومواد البناء القديمة (القلعة الفرنسية). المبنى الرئيسي “زيغورات” چغازنبيل، المبني من الطوب اللبن مع واجهة من الطوب المحروق، كان في الأصل من خمسة طوابق تهدمت مع مرور الزمن.
خلال عمليات التنقيب، تم اكتشاف ثلاثة طوابق فقط تحت التراب، ثم تم ترميمها وإعادة بنائها. في معبد چغازنبيل، نجد أيضاً طوباً استخدم ككتابات على الجدران. مواد البناء المستخدمة في هذا المبنى هي الطوب اللبن والطوب المحروق العادي، حيث استخدم الطوب المحروق في الواجهات والطوب اللبن في داخل المبنى.
أسس الميديون في القرن السابع قبل الميلاد أول مملكة لهم بعد العيلاميين في هذه الأرض. تنقسم عمارة الميديين إلى قسمين:
- العمارة الصخرية
- العمارة العادية
العمارة العادية:
توجد في مواقع مثل تل نوشيجان ملاير، وتل هگمتانه، وباباخان، وگودين تبه وغيرها. بشكل عام، تطورت صناعة الطوب في إيران قبل العصر الأخميني، وفي العصر الأخميني استخدمت أنواع مختلفة من الطوب إضافة إلى اللبن، بما في ذلك الطوب المزجج في المباني، حيث يظهر تصميمها وقولبتها براعة ومهارة معماري وبنائي تلك الفترة.
الطوب المستخدم في مباني باسارگاد وبرسيبوليس وسوسة، بغض النظر عن تنوعه، مثير للإعجاب من حيث دقة تركيب المواد الأولية ومقاومته للظروف لدرجة أنه ظل سليماً لعدة قرون. في العصر الأخميني، كان حرق الطوب المزجج المنقوش والبارز شائعاً جداً، واستخدم في تزيين القصور.
هل ترغب بمعرفة المزيد؟ من الصفحة طوب عرض الصفحة
تم العثور على العديد من البلاط المزجج في سوسة وتخت جمشيد. كان استخدام الطوب شائعاً جداً في إيران القديمة، خاصة في العصر الساساني وفي الفترة ما قبل الإسلام. يمكن ذكر استخدام الطوب في المباني الضخمة مثل طاق كسرى وجسور دختر. في العصر الساساني، استخدم مزيج من الحجر والطوب في هياكل المباني وفي بعض الحالات في الواجهات.
القباب
تُعد قبة نظام الملك وقبة تاج الملك في المسجد الجامع بأصفهان من روائع العصر الإسلامي، حيث يظهر فيهما الطوب بقوة مذهلة كعنصر زخرفي متكامل. أما صحن الأربعين عموداً في هذا المسجد، فهو مجموعة تضم أكثر من 50 نوعاً من القباب المقنطرة، حيث يُظهر الطوب ثراءه كعنصر إنشائي وزخرفي في آنٍ واحد.
المثلثات الركنية (المقرنصات)
المثلث الركني هو عنصر معماري كان يُستخدم قبل الإسلام لتسهيل بناء القباب، لكنه تطور في العمارة الإسلامية ليأخذ طابعاً زخرفياً. يمكن مشاهدة نموذج بارز لذلك في القاعة المربعة في المسجد الجامع بأردستان (العصر السلجوقي) والمسجد الجامع بقزوين (أوائل القرن السادس الهجري)، حيث تتزين بأشكال معينية من الطوب.
تُعتبر الكوات والأقواس الزخرفية نوعاً من أنواع الزخرفة في تاريخ فن العمارة الإسلامية. ويمكن القول أن المثلث الركني كعنصر معماري حافظ دائماً على جانبه الزخرفي، لأنه منذ البداية كان يوحي بوجود نوع من الكوات. ومنذ بداية القرن التاسع الهجري، بدأت المثلثات الركنية تُزين بعناصر زخرفية أخرى مثل البلاط (القاشاني) والزخارف الجصية.
هل ترغب بمعرفة المزيد؟ من الصفحة طوب الواجهات الحراري للأرضيات عرض الصفحة
المقرنصات
هي أحد العناصر الزخرفية في العمارة. تنقسم المقرنصات الموجودة في إيران إلى ثلاث مجموعات:
- المقرنصات البارزة، وتُصنع غالباً من مواد البناء الأساسية (الطوب) وتتميز بمتانتها العالية.
- المقرنصات المتراكبة، وتُصنع من مواد البناء الأساسية مع مواد أخرى مثل الحجر والجص.
- المقرنصات المعلقة، وتتشكل من لصق مواد مختلفة مثل الجص والفخار والبلاط (القاشاني).