الطوب الظاهر والعمارة

يُعد طوب الواجهات (الطوب الظاهر) من أكثر مواد البناء استخداماً في المباني، حيث كان يُستخدم في الماضي ليس فقط في الواجهات والجدران الخارجية، بل أيضاً في الهيكل الإنشائي للمبنى، مما يضفي مظهراً أنيقاً على المبنى.ربما لا توجد مادة بناء أخرى مثل الطوب تستطيع أن تجسد الأرض ولون ورائحة التراب بشكل حي وملموس.

فالطوب هو المادة الوحيدة التي نراها في كل ركن من أركان عمارتنا التقليدية، وقد اتخذ في كل موقع شكلاً جديداً يتناسب مع الموقع والوظيفة. إن الحضور الدافئ للطوب في العمارة والتصميم الداخلي لم يفقد بريقه فحسب، بل أصبح يظهر بأشكال وقوالب أكثر تنوعاً. تكريماً لهذه المادة القديمة التي طالما ذكرتنا بالتراب والطبيعة.

هل ترغب بمعرفة المزيد؟ من الصفحة طوب الواجهات عرض الصفحة

استُخدم الطوب كمادة بناء منذ القدم، ويُعتبر أقدم مواد البناء التي صنعها الإنسان.

وله تاريخ عريق في استخدامه كمادة بناء في إيران. يُعد الطوب الطيني أول وأكثر أنواع الطوب انتشاراً، ويمتد تاريخه إلى آلاف السنين.

تُعد النماذج الجميلة والعظيمة لاستخدام الطوب في العمارة الإيرانية القديمة شاهداً على التقدم المتميز للإيرانيين في إنتاج وهندسة استخدام هذه المادة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك زقورة تشوغازنبيل، وإيوان المدائن، والمسجد الجامع في أصفهان ويزد، ورباط شرف (متحف فن البناء بالطوب في إيران).

أبعاد الطوب

صُممت أبعاد الطوب بطريقة تسمح بتعشيقه وترابطه بسهولة، وهذه الخاصية تخلق مزايا هندسية لا تحصى، خاصة في نقاط التقاء الجدران. هذه الميزات جعلت من هذه المادة فريدة في قدرتها على تنفيذ البحور الواسعة على شكل أقواس وعقود وقباب، وهو الأسلوب الذي كان سائداً في إيران منذ ما قبل العصر الساساني.

وكما ذُكر سابقاً، لم يفقد الطوب شعبيته حتى يومنا هذا. فعلى سبيل المثال، في مشروع منزل قانعي في أصفهان، وهو إعادة بناء معاصرة بالأسلوب الإيراني الذي سبق أن تناولته مجلة “چیدانه”، يمكنك رؤية كيف يتجلى جمال الطوب في كل ركن من أركان المبنى.

إن خصائص الطوب جعلته المادة الأكثر استخداماً في ملء الجدران والأسقف وغيرها. كما أن جمال الطوب والنمط الناتج عن ترصيفه جعله يُستخدم كواجهات داخلية وخارجية للمباني، مما يمنح المبنى هوية خاصة.

هل ترغب بمعرفة المزيد؟ من الصفحة الطوب التقليدي عرض الصفحة

استخدام الطوب في التصميم الداخلي

الطوب من المواد التي يضفي استخدامها إحساساً طبيعياً في الفضاء الداخلي. ونظراً لتنوع ألوانه من الأحمر الداكن إلى الأصفر الفاتح، يمكن للطوب أن يخلق واجهات مختلفة بإحساسات متنوعة في التصميم الداخلي.إن استخدام الطوب بدرجات اللون الأحمر يمكن أن يعزز الإحساس بالدفء في الفضاء الداخلي، مما يجعله خياراً مناسباً لتغطية الجدران في المناطق دائمة البرودة.وعلى عكس العديد من مواد البناء التي تحتاج إلى طبقة خارجية أو طبقة من الطلاء للمظهر النهائي، يُعد الطوب من المواد التي يمكن استخدامها في الفضاء الداخلي دون معالجة وبدون أي تغطية نهائية.

في الوقت الحاضر، عند تصميم أو إعادة تجديد الفضاءات الداخلية، يتم إما طلاء الطوب المتضرر أو تركه على حاله دون معالجة.

يمكن استخدام كسوة الطوب للتأكيد على جدار معين أو لخلق نقطة محورية في الفضاء.يمكننا من خلال استخدام الطوب في الفضاء شديد الحداثة إضفاء إحساس حنيني أو ريفي إلى المكان.لقد بدأ المعماريون المعاصرون في تصميم أنماط مختلفة من الطوب لإحياء استخدامه في المباني. هذه الأنماط يتم ترتيبها بشكل منتظم وغير منتظم، مما حوّل الطوب من مادة تقليدية إلى مادة معاصرة.

يتيح طوب الواجهات للمصمم إمكانية خلق آلاف الأفكار الجديدة والفريدة مع تخفيض ملحوظ في وزن الغلاف الخارجي للتصميم.يمكن تركيب الطوب بحيث يبرز للخارج أو يدور بزوايا مختلفة، أو في أبسط الحالات، يمكن استخدام طوب الواجهات بسماكات مختلفة لخلق تفاوت في المستويات يؤدي إلى إلقاء الظلال في ساعات مختلفة من النهار، مما يمنح واجهة المبنى مظهراً مميزاً.